ودخلت الفاء للتسبيب عن قوله { هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً } أي شدّة بطشهم أبطرتهم وأقدرتهم على التنقيب وقوّتهم عليه. ويجوز أن يراد فنقب أهل مكة في أسفارهم ومسايرهم في بلاد القرون، فهل رأوا لهم محيصاً حتى يؤملوا مثله لأنفسهم، والدليل على صحته قراءة من قرأ «فنقبوا» على الأمر، كقوله{ فَسِيحُواْ فِى ٱلأَرْضِ } التوبة 2 وقرىء بكسر القاف مخففة من النقب وهو أن يتنقب خف البعير. قال
مَا مَسَّهَا مِنْ نَقَبٍ وَلاَ دَبَرْ
والمعنى فنقبت أخفاف إبلهم. أو حفيت أقدامهم ونقبت، كما تنقب أخفاف الإبل لكثرة طوفهم في البلاد { هَلْ مِن مَّحِيصٍ } من الله، أو من الموت.