الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ }

«فنقبوا» وقرىء بالتخفيف فخرقوا في البلاد ودوّخوا. والتنقيب التنقير عن الأمر والبحث والطلب. قال الحارث بن حلزة
نَقَّبُوا فِي الْبِلاَد مِنْ حَذَرِ الْمَو تِ وَجَالُوا فِي الأَرْضِ كُلَّ مَجَالِ   
ودخلت الفاء للتسبيب عن قوله { هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً } أي شدّة بطشهم أبطرتهم وأقدرتهم على التنقيب وقوّتهم عليه. ويجوز أن يراد فنقب أهل مكة في أسفارهم ومسايرهم في بلاد القرون، فهل رأوا لهم محيصاً حتى يؤملوا مثله لأنفسهم، والدليل على صحته قراءة من قرأ «فنقبوا» على الأمر، كقولهفَسِيحُواْ فِى ٱلأَرْضِ } التوبة 2 وقرىء بكسر القاف مخففة من النقب وهو أن يتنقب خف البعير. قال
مَا مَسَّهَا مِنْ نَقَبٍ وَلاَ دَبَرْ   
والمعنى فنقبت أخفاف إبلهم. أو حفيت أقدامهم ونقبت، كما تنقب أخفاف الإبل لكثرة طوفهم في البلاد { هَلْ مِن مَّحِيصٍ } من الله، أو من الموت.