الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } * { نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ } * { وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْاْ بِٱلنُّذُرِ } * { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } * { فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ }

قوله تعالى: { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً } قال ابن عباس: يريد: ما حُصبوا به من الحجارة من السماء.

قال أبو عبيدة والنضر: الحاصب: الحجارة في الريح.

وقد ذكرنا ذلك في بني إسرائيل عند قوله:أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً } [الإسراء: 68].

قوله تعالى: { نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } قال الأخفش: إنما أجراه؛ لأنه نكرة، ومجازه: بسحر من الأسحار، ولو أراد سحراً بعينه لقال: بسحر، غير مجرى، ونظيره قوله تعالى:ٱهْبِطُواْ مِصْراً } [البقرة: 61].

{ نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا } مفعول له، أي: نجيناهم للإنعام عليهم، { كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ } [أنعُمَنا] فَوَحَّد وأطاع.

{ وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ } لوط قبل حلول العذاب بهم { بَطْشَتَنَا } أخْذَنا إياهم بالعقوبة { فَتَمَارَوْاْ بِٱلنُّذُرِ } وكذبوا بالإنذار متشاككين فيه.

{ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ } مثل قوله:وَرَاوَدَتْهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ } [يوسف: 23].

{ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ } مسحناها وجعلناها كسائر الوجه، على ما ذكرناه في سورة هود. وهذا قول الحسن وقتادة وجمهور المفسرين.

وقال الضحاك: أُخفوا عن أبصارهم حتى لم يروهم مع بقاء أعينهم.

{ فَذُوقُواْ } على إضمار القول، تقديره: فقلنا لهم على ألسنة الملائكة (ذوقوا عذابي ونذري) ما أنذركم به لوط من العذاب، سمى العذاب باسم الإنذار.

{ وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً } أول النهار، وأراد بُكْرة: من البُكَر، فلذلك صُرِفَت { عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } دائم إلى أن يُفضي بهم إلى عذاب الآخرة.

وما [كرّره] في هذه السورة في آخر كل قصة ففائدته: قرع [الأسماع] بالزواجر والمواعظ، وإيقاظ البصائر من رقدة الغفلة عن هذا النبأ العظيم، [والخَطْب] الجسيم.