الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ }

قوله تعالى: { وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ }: { إِلاَّ أَن يُتِمَّ } مفعول به، وإنما دَخَلَ الاستثناء المفرغ في الموجَب لأنه في معنىٰ النفي، فقال الأخفش الصغير: " معنى يَأْبَى يمنع ". وقال الفراء: " دَخَلَتْ " إلا " لأنَّ في الكلام طَرَفاً من الجحد ". وقال الزمخشري: " أَجْرىٰ " أبى " مُجرى " لم يُرِدْ " ، ألا ترى كيف قُوبل { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ } بقوله: " ويأبى الله " ، و [كيف] أوقع موقع: ولا يريد الله إلا أن يُتِمَّ نوره ". وقال الزجاج: " إن المستثنى منه محذوف تقديره: ويأبى أي ويكره كُلَّ شيء إلا أن يتم نوره ". وقد جمع أبو البقاء بين مذهب الزجاج ومذهبِ غيره، فجعلهما مذهباً واحداً فقال: " يأبى بمعنى يَكْره، ويكره بمعنى يمنع، فلذلك استثنى، لِما فيه من معنى النفي، والتقدير: يأبى كلَّ شيء إلا إتمام نوره ".