الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ }

أخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس: أن النساء كن يطفن عراة إلا أن تجعل المرأة على فرجها خرقة، وتقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله   وما بدا منه فلا أحله
وأخرج عبد حميد عن سعيد بن جبير قال: كان الناس يطوفون بالبيت عراة يقولون: لا نطوف في ثياب اذنبنا فيها، فجاءت امرأة فألقت ثيابها وطافت، ووضعت يدها على قلبها وقالت:
اليوم يبدو بعضه أو كله   فما بدا منه فلا أحله
فنزلت هذه الآية { خذوا زينتكم عند كل مسجد } إلى قوله { والطيبات من الرزق }.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { خذوا زينتكم عند كل مسجد } قال: كان رجال يطوفون بالبيت عراة فأمرهم الله بالزينة، والزينة اللباس، وهو ما يواري السوءة وما سوى ذلك من جيّد البز والمتاع.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { خذوا زينتكم عند كل مسجد } قال: ما وارى العورة ولو عباءة.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله { خذوا زينتكم عند كل مسجد } قال: الثياب.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن طاوس قال: الشملة من الزينة.

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال: كان المشركون يطوفون بالبيت عراة، يأتون البيوت من ظهورها فيدخلونها من ظهورها، وهم حي من قريش يقال لهم الحمس، فأنزل الله { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد }.

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: كان ناس من العرب يطوفون بالبيت عراة حتى ان كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة، فأنزل الله { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد }.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد } قال: كانوا يطوفون عراة بالليل، فأمرهم الله تعالى أن يلبسوا ثيابهم ولا يتعروا.

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: كانت العرب إذا حجوا فنزلوا أدنى الحرم، نزعوا ثيابهم ووضعوا رداءهم ودخلوا مكة بغير رداء، إلا أن يكون للرجل منهم صديق من الحمس فيعيره ثوبه ويطعمه من طعامه، فأنزل الله { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد }.

وأخرج ابن حميد وأبو الشيخ عن عطاء قال: كان المشركون في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة، فأنزل الله { خذوا زينتكم عند كل مسجد }.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال: كان حي من أهل اليمن يطوفون بالبيت وهم عراة، إلا أن يستعير أحدهم مئزراً من ميازر أهل مكة فيطوف فيه، فأنزل الله { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد }.

السابقالتالي
2 3 4 5 6