الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً }؛ أي فأقِمْ يا مُحَمَّدُ على دِين الإسلامِ، وقوله { حَنِيفاً } أي مائِلاً عن كلِّ دينٍ إلاَّ الإسلامُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: { فِطْرَتَ ٱللَّهِ }؛ أي اتَّبعْ دِينَ اللهِ، والفطرةُ: الْمِلَّةُ؛ وهي الإسلامُ والتوحيدُ، { ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا }؛ أي خَلَقَ اللهُ المؤمنين عليها، وقد وَرَدَ في الحديثِ: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُوْلَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ " إلى آخرِ الحديثِ.

وانتصبَ قولهُ { فِطْرَتَ ٱللَّهِ } على الإغراءِ، وَقِيْلَ: على معنى: اتَّبعْ فطرةَ اللهِ.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: { لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ }؛ أي لا تغييرَ لدِين اللهِ الذي أمرَ الناسَ بالثَّباتِ عليهِ، وهو نفيٌ معناه النهيُ؛ أي لا تُبدِّلُوا دينَ اللهِ الذي هو التوحيدُ بالشِّركِ. وقولهُ تعالى: { ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } يعني التوحيدَ هو الدينُ المستقيم، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ }؛ يعني كفَّارَ مكَّة، { لاَ يَعْلَمُونَ }؛ توحيدَ اللهِ ودِينَ الإسلامِ هو الحقُّ.