الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }

قوله: { حَنِيفاً }: حالٌ مِنْ فاعل " أَقِمْ " أو مِنْ مفعولِه أو مِن " الدِّين ".

قوله: " فِطْرَةَ الله " فيه وجهان، أحدهما: أنه مصدرٌ مؤكِّدٌ لمضمونِ الجملة كقوله:صِبْغَةَ ٱللَّهِ } [البقرة: 138] وصُنْعَ ٱللَّهِ } [النمل: 88]. والثاني: أنه منصوبٌ بإضمارِ فِعْل. قال الزمخشري: " أي: الزموا فطرةَ الله، وإنما أَضْمَرْتُه عَلَى خطابِ الجماعة لقولِه: " مُنِيبيْن إليه ". وهو حالٌ من الضمير في " الزَموا ". وقولُه: " واتَّقوه، وأقيموا، ولا تكونوا " معطوفٌ على هذا المضمر ". ثم قال: " أو عليكم فطرةَ ". ورَدَّه الشيخُ: " بأنَّ كلمةَ الإِغراءِ لا تُضْمَرُ؛ إذ هي عِوَضٌ عن الفعلِ، فلو حَذَفْتَها لَزِمَ حَذْفُ العِوَضِ والمُعَوَّضِ منه. وهو إحجافٌ ". قلت: هذا رأيُ البصريين. وأمَّا الكسائيُّ وأتباعُه فيُجيزون ذلك.