الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً } * { وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً }

{ وَٱلنَّـٰشِطَـٰتِ نَشْطاً } هي الملائكة تنشط نفس المؤمن، أي تحل حلاً رفيقاً فتقبضها، كما ينشط العقال من يد البعير، أي يحل برفق، حكى الفرَّاء هذا القول، ثم قال: والذي سمعت من العرب أن يقولوا: أنْشَطْتُ العقال إذا حللته وأنشطته إذا عقدته بأنشوطة. وفي الحديث: " كأنما أنشط من عقال ". وعن ابن عباس: هي نفس المؤمن تنشط للخروج عند الموت، لما يرى من الكرامة لأنه تعرض عليه الجنة قبل أن يموت. وقال علي بن أبي طالب: هي الملائكة تنشط أرواح الكفار مما بين الجلد والأظفار حتى تخرجها من أفواههم بالكرب والغم، والنَّشْط: الجذب والنزع، يقال: نشطت الدلو نشطاً إذا نزعتها. قال الخليل: النشط والإنشاط مَدُّك الشيء إلى نفسك، حتى ينحل. وقال مجاهد: هو الموت ينشط النفوس. وقال السدي: هي النفس تنشط من القدمين أي تجذب. وقال قتادة: هي النجوم تنشط من أفق إلى أفق، أي تذهب، يقال: نشط من بلد، إلى بلد إذا خرج في سرعة، ويقال: حمارٌ ناشط ينشط من بلد إلى بلد، وقال عطاء وعكرمة: هي الأوهاق. { وَٱلسَّـٰبِحَـٰتِ سَبْحاً } ، هم الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سلاً رفيقاً، ثم يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشيء في الماء يرفق به. وقال مجاهد وأبو صالح: هم الملائكة ينزلون من السماء مسرعين كالفرس الجواد يقال له سابح إذا أسرع في جريه. وقيل: هي خيل الغزاة. وقال قتادة: هي النجوم والشمس والقمر، قال الله تعالى:كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [الأنبياء: 33]. وقال عطاء: هي السفن.