يقول تعالى ذكره: إن الذين لا يصدّقون بالبعث في الدار الآخرة، وذلك يوم القيامة، ليسمون ملائكة الله تسمية الإناث، وذلك أنهم كانوا يقولون: هم بنات الله. وبنحو الذي قلنا في قوله: { تَسْمِيَةُ الأُنْثَى } قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: { تَسْمِيَةَ الأُنْثَى } قال: الإناث. وقوله: { وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ } يقول تعالى: وما لهم يقولون من تسميتهم الملائكة تسمية الأنثى من حقيقة علم { إنْ يَتَّبِعُونَ إلاَّ الظَّنَّ } يقول: ما يتبعون في ذلك إلا الظنّ، يعني أنهم إنما يقولون ذلك ظناً بغير علم. وقوله: { وَإنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الحَقّ شَيْئاً } يقول: وإن الظنّ لا ينفع من الحقّ شيئاً فيقوم مقامه. وقوله: { فأَعْرِضْ عَمَّنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا } يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فدع من أدبر يا محمد عن ذكر الله ولم يؤمن به فيوحده. وقوله: { ولَمْ يُرِدْ إلاَّ الْحَياةَ الدُّنيْا } يقول: ولم يطلب ما عند الله في الدار الآخرة، ولكنه طلب زينة الحياة الدنيا، والتمس البقاء فيها.