الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَٰرُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـٰذَا ٱلَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَٰبِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ }

{ وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } ان لاهل المعرفة جنان جنّة العبودية وجنّة الربوبيّة وجنة المعرفة وجنة المحبة وجنّة القربة وجنة المشاهدة وجنة المداناة وجنّة الوصلة وجنّة التوحيد وجنة البقاء وجنّة البسط وجنّة الرجاء وجنّة الانبساط وجنّة السّكر وجنّة الصَّحو وجنّة الملكوت وجنّة المكاشفة وجنّة الحقيقة وجنّة العلم ولكل جنّة منها نهر تجرى من تحتها فجنة العبودية الكرامات ونهرها حقائق الحكمة وجنة الربوبية مشاهدة صرف القدرة ونهرها رؤية تجلى الحق في مرآة الآيات وجنة المعرفة ادراك نوادر الالوهية ونهرها صفاء الاخلاص وجنة المحبة مشاهدة الألاء ونهرها الرّضا بمراد المحبوب وجنّة القربة مباشرة انوار الصفة ونهرها خاصية المحبّة وجنّة المشاهدة الدهشة في جمال الحق ونهرها لطائف الاشارة وجنة المداناة الاستئناس برؤية الوصال والتبرى من الحَدَثان ونهرها كشف غرائب تجلى الصفات وجنة الوصلة اللذة في العشق ونهرها المحبة وجنة التوحيد التلبس بلباس الرّبّانى ونهرها الانسلاخ عن لباس الانسانى وجنة البقاء التمكين ونهرها السّكينة وجنة البسط الفرج بالمشاهدة ونهرها الطّمأنينة وجنة الرجاء الشوق ونهرها الانس وجنة الانبساط الاتحاد ونهرها الفريدة والحكمة في الحضرة وجنة السكر حلاوة الفناء ونهرها صفاء عيش الرُّوح في المشاهدة وجنّة الصّحو المعجزات وتقلب الاعيان ونهرها العلمُ اللَّدنى وجنة الملكوت رؤية تصاوير اشخاص الارواح ونهرها مزيد اليقين وجنة المكاشفة المراقبة بنعت وجدان صفاء المعرفة ونهرها اسرار الفراسات وجنة الحقيقة وجدان الروح في مقام الجمع والتفرقة ونهرها التلوين والتمكينُ وجنة علم المجهول الراحة في الشطحيّات ونهرها غوص الروح في بحر الحقيقة { وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً } اَهْلُ جنان الوُصلةِ اذا كشف لهم اَسْرار الغيب رأوا مشاهدات انوار الصفات في مقامات الارواح جميعها يدل بعضهم بعضاً يحصل لهم من نور الكبرياء ما يحصل لهم من نور العظمة ومن نور القدم ما يحصل من نور البقاء هكذا جميع الصفات وايضاً اذا تمكن اهل المشاهدة في الجنة غذاء ورأوا ربّهم تعالى وجدوه على صفة الّتي اظهر نفسه جلّ وعَزّ لاهل المكاشفة في دار الدّنيا يقولون { هَـٰذَا ٱلَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ } اي ما نحن كنّا فيه من مشاهدته في العاجل يجدها بتلك الصفات في الآجل لانّ وجوده تعالى لا يتغَيّرُ بتغير الزمان في المكان أوله في الربوبيّة آخره في الالوهيّة واخره في الصمدية اوّله في الازلية وقال السري في قوله { وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أخْلص سرّه وعبادته لى ان لهم جنّات تجرى اي نورا في اسرارهم وقلوبهم في الدنيا يستريحون اليه للتوكل والالتقاء ونوراً في الاخرة بدخولهم الجِنان ومجاروتهم الرّحمٰن.