الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً }

{ وَقَدْ أَضَلُوا كَثِيراً } بشرا كثيرا واضلوا الناس اضلالا كثيرا والواو للرؤساء او الاصنام ونسبة الاضلال اليها مجاز حيث كانت واسطة مثل انهم اضللن كثيرا من الناس وابلغ من ذلك ان يجعل الواو للرؤساء ويجعل المعنى انهم اضلوا كثيرا قبل ان يقولوا لهؤلاء لا تذرن الهتكم وليس هؤلاء بأول من اضلوهم ويجوز ان تكون الهمزة لغير التعدية بل للدخول او الصيرورة فيكون كثيرا حالا ومفعول مطلق أي ان الناس وقعوا في الضلال كثيرين او قوعا كثيرا وعود الواو للاصنام تفسير الحسن. { وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا ضَلالاً } عطف على قوله رب انهم عصوني فهو من مقول نوح عليه السلام وقال بعض ان العطف على قد اضلوا فهو ايضا من القول وانما دعا على الظالمين بالضلال لعلمه انهم لايؤمنون ان لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن دعا ان يزيدهم ضلالا بعبادة الاصنام فينتقم الله منهم وفي ذلك شفاء غيظه وغضبه عليهم لله وقد امتلأ غيظا وغضبا او لأذن الله له في الدعاء عليهم لانهم لا يؤمنون وعن بعضهم ان ذلك دعاء بالخذلان لتصميمهم على الكفر ووقوع الاياس منهم وان هذا دعاء حسن جميل وانه لا يحسن الدعاء لخلافه ويجوز ان يريد بالضلال الضياع والهلاك أو الضلال في بطلان مكرهم وفي مصالح دنياهم.