الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً }

{ وقد أضلوا } اى الرؤساء والجملة حالية { كثيرا } اى خلقا كثيرا او اضل الاصنام كقوله تعالى رب انهن اضللن كثيرا من الناس جمعهم جمع العقلاء لعدهم آلهة ووصفهم بأوصاف العقلاء { ولا تزد الظالمين } بالاشتراك فان الشرك ظلم عظيم اذ أصل الظلم وضع الشئ فى غير موضعه فهل شئ اسوأ فى هذا من وضع اخس المخلوق وعبادته { الا ضلالا } الجملة عطف على قوله تعالى رب انهم عصونى اى قال رب انهم عصونى وقال ولا تزد الظالمين الا ضلالا قالوا ومن الحكاية لا من المحكى او من كلام الله لا من كلام نوح فنوح قال كل واحد من هذين القولين من غير ان يعطف احدهما على الآخر فحكى الله احد قوليه بتصديره بلفظ قال وحكى قوله صاخر بعطفه على قوله الاول بالواو النائبة عن لفظ قال فلا يلزم عطف الانشاء على الاخبار ويجوز عطفه على مقدر اى فاخذلهم قالوا وحينئذ من المحكى والمراد بالضلال هو الضيام والهلاك والضلال فى تمشية مكرهم وترويجه مصالح دنياهم لا فى امر دينهم حتى لا يتوجه انه انما بعث ليصرفهم عن الضلال فكيف يليق به أن يدعو الله فى أن يزيد ضلالهم وان هذا الدعاء يتضمن الرضى بكفرهم وذلك لا يجوز فى حق الانبيا ءوان كان يمكن أن يجاب بأنه بعدما اوحى اليه انه لا يؤمن من قومك الا من قد آمن وان المحذور هو الرضى المقرون باستحسان الكفر ونظيره دعاء موسى عليه السلام بقوله واشدد على قلوبهم فمن احب موت الشرير بالطبع على الكفر حتى ينتقم الله منه فهذا ليس بكفر فيؤول المعنى الى أن يقال ولا يزد الظالمين الا ضلالا وغيا ليزدادوا عقابا كقوله تعالى انما نملى لهم ليزدادوا اثما وقوله انى أريد أن تبوء باثمى واثمك فتكون من اصحاب النار قالوا دعا نوح الابناء بعد الآباء حتى بلغوا سبعة قرون فلما ايس من ايمانهم دعا عليهم.