الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ }

قوله تعالى { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ } يعتد الحق لاوليائه العاشقين الذين تحملوا مؤن اثقال الحجاب يوم كشف النقاب ويقول لهم اشربوا شراب وصال هينئا لحكم بانه وصال بلا فراق وعيش بلا كدورة وانس بلا وحشة بما اسلفتم من القاء ازمة همومكم على أعناق مراكب افكاركم التى صعدت عند كل نفس الى مصاعد ملكوتى وسادات جبروتى كم شوق تشتاقون به الى وكم غم تغتمون به لاجلى وكم بذل تبذلون به لاجلى حين بذلتم ارواحكم بضرب سيوف شوقى وكم تمرغ من انفسكم فى تراب جناب حضرتى وجل مشاهدتى هنيئاً لكم لقائى ابدا عيشوا فى رياض قربى واستانسوا بجمالى فانتم لى وانا لكم والاشارة فى الأيام الخالية ايام الله الذى هو منزه عن دور الافلاك ومطهر من الكون والاملاك ايام قدم القدم وازل الازل سلف الله لهم العناية قتلك الايام خالية من الاعمال والعلات والاسباب كان تلك العناية اسفلها المحبوبون اذ الحبيب الاكبر قائم مقامهم قبل وجودهم من حيث الاتحاد الحبيب والمحبوب واحد الا ترى كيف قال لحبيبه وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى كانهم كانوا فى الازل وايام القدم مع حبيبهم اذ الحبيب كان قائما مقامهم وان كانوا معدومين اى اشربوا شراب وصالى من ازل الآزال الى ابد الاباد فايام القدم خالية عن وجود الحدثان وايام البقاء لا تكون خالية عن شوق المشتاقين وزفرة الوالهين ودوران العارفين فى ساحة كبريائه وسرادق بقائه قال الواسطى فى الايام الخالية عن ذكر الله لتعلموا انكم فى فضله دون جزاء الامال.