الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ وَٱلمَرْجَانُ }

قال الله { يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } وايضا اذا نزلنا من هذا المقام بحراذيان المعانى الى عالم الامانى فيقول بالبحرين بحر القلب والنفس فى القلب بحر الاخلاق المحمود والمقامات العلية الشريفة ولطائفات المعرفة والمحبة والنفس بحر الاخلاق المذمومة من الظلم والضلالة منبع بحر القلب من عالم لطفه ومنبع بحر النفس من عالم قهره وهما لا يختلطان احدهما بالاخر اذ لا يصير النفس قلبا ولا يصير القلب نفسا لان بينهما برزخ العقل والعلم والشريعة الطريقة ولؤلؤها ومرجانهما هٰهنا الايمان والاتقان والصفاء والنور والطمأنينة فهذه الجواهر تخرج من بحر القلب فاذا صارت النفس مطمئنة فايضا جواهر بحرها من اضعاف بحر العلوم المجهول وهى مواضع الاسرار قال سهل بن عبد الله احد البحرين القلب فيه انواع الجواهر فيه جوهر الايمان وجوهر المعرفة وجوهر التوحيد والبحر الاخر النفس فيها صنوف الرذائل فيها الحقد والحسد والكبر والبخل والغضب بينهما برزخ لا يبغيان التوفيق والعصمة والخذلان والنقمة وقال ابن عطاء بين العبد وبين الرب بحران عميقان احدهما النجاة وهو القران من تعلق به نجا لان الله تعالى يقول واعتصوا بحبل الله جميعا وبحر الهلاك وهو الدنيا من ركن اليها هلك وقال الاستاذ خلق فى القلوب بحرين بحر الخوف وبحر الرجا ويقال القبض والبسط ويقال الهيبة والانس فيخرج منهما الجواهر من الاحوال الصافية واللطائف المواقية ويقال فى الاشارة البحران النفس والقلب فالبحر العذب القلب والمالح النفس ومن بحر القلب كل جوهر ثمين وكل حالة لطيفة ومن النفس كل خلق ذميم فالدر من احد البحرين يخرج ومن الثانى لا يكون الا التمساح وما لا قدر له من سواكن النفس بينما برزخ لا يبغيان يظنون الحق هذا من هذا ولا يبقى هذا على هذا.