الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }

قال مقاتل بن حيان هذه الآية في نفقة التطوع. وقال السدي نسختها الزكاة، وفيه نظر، ومعنى الآية يسألونك كيف ينفقون؟ قاله ابن عباس ومجاهد. فبين لهم تعالى ذلك، فقال { قُلْ مَآ أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَٰلِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } أي اصرفوها في هذه الوجوه. كما جاء الحديث " أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك " وتلا ميمون بن مهران هذه الآية، ثم قال هذه مواضع النفقة، ما ذكر فيها طبلاً ولا مزماراً، ولا تصاوير الخشب، ولا كسوة الحيطان. ثم قال تعالى { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } أي مهما صدر منكم من فعل معروف، فإن الله يعلمه، وسيجزيكم على ذلك أوفر الجزاء، فإنه لا يظلم أحداً مثقال ذرة.