الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ }

{ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى } استثناء منقطع فالنصب واجب ولو تقدم النفي أي لكن ابتغى ثواب ربه العلي الشأن الذي يعطي الجزيل في القليل ويجوز أن يكون الإستثناء متصلا مفرغا فيكون ابتغاء مفعولا لأجله متعلقا بيؤتى علي معنى لا يؤتى ماله إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى. وقرأ يحيى بن وثاب بالرفع علي الإبدال من محل نعمة على لغة تميم، وقال سعيد بن المسيب أن أمية بن خلف قال لأبي بكر في بلال حين قال له أتبيعه نعم أبيعه بقسطاس أبي بكر وهو مشرك صاحب عشرة آلاف دينار وغلمان وجوار ومواش حمله أبو بكر علي الإسلام على أن يكون ماله فأبى فأبغضه فابتاعه أمية ببلال فاغتنمه وقال المشركون ما فعل ذلك أبو بكر إلا ليد كانت لبلال عنده فأنزل الله وما لأحد عنده من نعمة تجزى أي إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى. ولسوف يرضى أي سوف يظهر له في الآخرة ما يسره من الثواب في الجنة وقيل أن الآيات نزلن في أبي بكر حين أعتق جماعة يؤديهم المشركون على الإسلام قيل أعتق ست رقاب سابعهم بلال مع صبية له قبل الهجرة وبلال هذا أبوه رابح وأمه حمامة عبد برجل من رجل من بني جمح مختلف فيه وقيل أمية وقيل جذعان وقيل غير ذلك، قيل كان أمية يخرجه إذا حميت الشمس فيطرحه على ظهره ببطحاء مكة فتوضع الصخرة العظيمة على صدره ويقول لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد ويقول وهو في ذلك أحد أحد ومر به أبو بكر وهو في ذلك وكانت داره في بني جميح فيقال لأمية ألا تتقي الله في هذا المسكين قال أنت أفسدته فأنقذه مما ترى فقال أبو بكر أو تفعل عندي غلام أشد وأجلد منه وأقوى وهو على دينكم أعطيكه قال قد فعلت فأعطاه أبو بكر غلامه وأخذ بلالا فأعتقه ومن هم هؤلاء الذين أعتقهم عامر بن فهيرة شهد بدرا وأحدا وقتل يوم بئر معونة شهيدا وأم عمير وزهرة وأصيب بصرها حين أعتقها أبو بكر فقالت قريش ما أذهب بصرها إلا للات والعزى فقالت كذبوا وبيت الله ما تضر اللات والعزى وما تنفعان فرد الله بصرها والنهدية وابنتها وكانتا لإمرأة من بني عبد الدار وكانت المرأة بعثتهما تحطبان لهما وهي تقول والله لأعتقهما أبدا فقال أبو بكر كلا يا أم فلانة فقالت كلا أنت أفسدتهما فاعتقهما قال في كم قالت بكذا أو كذا قال قد أخذتهما وهما حرتان، وجارية مر بها تعذب فابتاعها وأعتقها قال عمار في أبي بكر ويسمى عتقا وبلال وأصحابه
جزى الله خيرا عن بلال وصحبه عتيقا وأخزى فاكها وأبى جهل عشية قاما في بلال بسوءة ولم يحذر ما يحذر المرء ذو العقل يتوحيده رب الأنام وقوله شهدت بأن الله ربي على مهل فإن تقتلوني تقتلوني ولم أكن لأشرك بالرحمن من خيفة القتل فيا رب ابراهيم والعبد يونسا وموسى وعيسى نجني ثم لا تمل لمن ظل يهوى الغي من آل غالب على غير حق كان منه ولا عدل   

السابقالتالي
2