الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَاهُمُ ٱللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي ٱلْمُؤْمِنِينَ فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ }

{ هَوَ الَّذِى أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ } روي انه صلى الله عليه وسلم صالح بني النضير لا له ولا عليه ولما ظهر في بدر قالوا إنه المبعوث في التوراة انه لا ترد له راية ولما هزم المؤمنون يوم أحد ارتابوا ونكثوا فخرج كعب بن الاشرف في اربعين راكباً إلى مكة فحالفوا قريشا ابا سفيان وغيره عليه عند الكعبة فأمر صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة الانصاري فقتل كعباً غيلة وهو اخوه من الرضاع ثم صبحهم بالكتائب وهو على حمار مخطوم بليف. فقال اخرجوا من المدينة فقالوا الموت احب الينا من ذلك فتنادوا بالحرب وقيل طلبوا الامهال عشرة أيام ليتجهزوا للخروج فقال عبد الله بن ابي المنافق واصحابه لا تخرجوا فإن قاتلوكم فنحن معكم ولئن اخرجتم لنخرجن معكم فدربوا على الازقة وحضوها فحاصرهم احدى وعشرين ليلة فلما قذف الله في قلوبهم الرعب وأيسوا من نصر المنافقين طلبوا الصلح فأبى عليهم إلا الجلاء على ان يحمل كل اهل ثلاثة ابيات على بعير ما شاءوا من متاعهم فخرجوا الى اريحا واذرعات من الشام الا أهل بيتين منهم آل أبي الحقيق وآل حيي بن اخطب فانهم لحقوا بخيبر ولحق طائفة بالحيرة. وروي انهم تحالفوا في استار الكعبة كعب في اربعين وابو سفيان في اربعين واخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بقتل كعب وقتل واصبح وأمر الناس بالمسير الى بني النضير بقرية يقال لها زهر فوجدوهم ينوحون على كعب فقالوا يا محمد واعية على واعية وباكية على باكية قال نعم قالوا ذرنا بك ثم افعل فقال اخرجوا من المدينة فقالوا الموت احب الينا إلى آخر ما مر آنفا. وروي انهم ارسلوا اليه بعد التحصين المذكور ليغدروا وان اخرج في ثلاثين ونخرج في ثلاثين فان صدقوك آمنا ففعلوا وقال يهودي كيف تقتلونه ومعه ثلاثون كل يحب ان يموت قبله لكن ارسلوا اليه كيف نفهم ونحن في ستين ولكن نخرج في ثلاثة وتخرج في ثلاثة فخرجوا في ثلاثة من علمائهم معهم الخناجر فارسلت يهودية منه الى اخ لها مسلم من الانصار بذلك فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم سريعاً قبل ان يصله اليهم فرجع وحاصرهم من الغد احدى وعشرين ليلة فطلبوا الصلح كما مر. وروي انه صالحهم على الجلاء ولهم ما قلت الابل إلا السلاح وعن ابن عباس على ان يحمل اهل كل بيت على بعير ما شاءوا وقيل لكل ثلاثة نفر بعير وسقاء وذلك بعد مرجعه من أحد وأما فتح قريظة فبعد مرجعه من الاحزاب وبينهما سنتان قاله ابن اسحاق وهو في زمان مالك.

السابقالتالي
2 3