الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } * { ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ }

قوله تعالى: { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } [الآية: 1].

سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء: قل فى غير هذا الموضع فى القرآن أى: أظهر ما بينا لك وأوحينا إليك بتأليف الحروف التى قرأناها عليك ليهتدى بها أهل الهداية والهاء تنبيه عن معنى ثابت والواو إشارة إلى ما يدريك حقائق نعوته، وصفاته بالحواس، والأحد المتفرد الذى لا نظير له والتوحيد هو الإقرار بالأحدية والوحدانية وهو الانفراد.

قال الواسطى رحمه الله فى قوله: { قُلْ هُوَ } قال: " حرف " ليست " هو " باسم، ولا وصف، ولكنه كتابة عن الذات وإشارة إلى الذات، علم الحق من يلحد فى الأسماء والصفات ويفرقون بين الصفة والموصوف فقال: " هو " لا يكون فرقاً بين هويته، و " هو " إذ لم يكن فرقاً بين هويته، و " هو " لم يكن فرقاً بين أسمائه وصفاته.

قال أبو سعيد الخراز: إن الله أول ما دعا عباده دعاهم إلى كلمة واحدة فمن فهمها فهم ما ورائها وهو قوله: { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } فتم به المراد للخواص ثم زاد بيانًا للخلق فقال: { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } فمن فهم معنى الله استغنى به عن غيره.

وقال ابن عطاء: { هُوَ } ، هو ولا يقدر أحدًا أن يخبر عن هويته إلا هو لا عبارة لأحد عنه، حقيقة الإله عن نفسه فيخبر عن نفسه بحقيقة حقه، والأغيار يخبرونه عنه على حد الأذن فيه، والأمر فأخبر عن نفسه بأنه هو الله أشار من نفسه إلى نفسه إذ لم يستحق أحد أن يشير إليه سواه فمن أشار إليه فإنما أشار إلى إشارته إلى نفسه فمن تحقق إشارته إلى بشارته بالتعظيم والحرمة، كانت إشارته صحيحة على حد الصواب ومن وقعت إشارته على حد الدعوة بطلت إشارته وبعدت عن معادن الحقيقة.

قيل للحسين: أهو هو قال: بل هو وراء كل هو، وهو عبارة عن ملك ما لا يثبت له شىء دونه.

سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم يقول: قال ابن عطاء فى قوله: { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } هو المنفرد بإيجاد المفقودات والمتوحد بإظهار الخفيات.

قال الحسين: الأحد الكائن عند كل منعوت، وإليه يصير كل مربوب يطمس من ساكنه، ويطرح من تأوله أن أشهدك إياه فإنك وإن غيَّبك عنه رعاك.

وقال الحسين: توحيد الأئمة توحيد رضى به لهم فأما الذى يستحقه الحق فلا لأن القائل عنكم سواكم، والمغير عنكم غيركم فسقطتم أنتم، وبقى من لم يزل كما لم يزل.

قال بعضهم: توحدتم وحَّد، ولا سبيل إلى ذلك إلا أن يوحد الحق له.

السابقالتالي
2 3