الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ }

قوله: { وَأَذِنَتْ }: عَطْفٌ على " انْشَقَّتْ " ، وقد تقدَّم أنه جوابٌ على زيادةِ الواوِ، ومعنى " أَذِنَتْ " ، أي: استمعَتْ أَمْرَه. يُقال: أَذِنْتُ لك، أي: استمَعْتُ كلامَك. وفي الحديث: " ما أَذِن اللَّهُ لشيءٍ إذْنَه لنبيٍّ يتغَنَّى بالقرآن " وقال الشاعر:
4521ـ صُمٌّ إذا سَمِعوا خيراً ذُكِرْتُ به   وإن ذُكِرْتُ بسُوْءٍ عندهم أَذِنوا
وقال آخر:
4522ـ إنْ يَأْذَنُوا رِيْبةً طاروا بها فَرَحاً   وما هُمُ أَذِنُوا مِنْ صالحٍ دَفَنوا
وقال الجحَّافُ بنُ حكيم:
4523ـ أَذِنْتُ لكمْ لَمَّا سَمِعْتُ هريرَكُمْ   ........................
والاستعارةُ المذكورةُ في قولِه تعالى:قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } [فصلت: 11] أو الحقيقةُ عائدٌ ههنا.

قوله: { وَحُقَّتْ } الفاعلُ في الأصلِ هو اللَّهُ تعالى، أي: حَقَّ اللَّهُ عليها ذلك، أي: بسَمْعِه وطاعتِه. يُقال: هو حقيقٌ بكذا وتَحَقَّق به، والمعنى: وحُقَّ لها أَنْ تفعلَ.