الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكْتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسْتَوْفُونَ }

قوله: { عَلَى ٱلنَّاسِ }: فيه أوجهٌ: أحدُها: أنَّه متعلِّقٌ بـ " اكْتالوا " و " على " و " مِنْ " تَعْتَقِبان هنا. قال الفراء: " يقال: اكْتَلْتُ على الناس: استَوْفَيْتُ منهم، واكْتَلْتُ منهم: أَخَذْتُ ما عليهم " وقيل: " على " بمعنى " مِنْ ". يقال: اكْتَلْتُ عليه ومنه، بمعنىً، والأولُ أوضحُ. وقيل: " على " تتعلَّقُ بـ " يَسْتَوْفُون ". قال الزمخشري: " لَمَّا كان اكْتِيالُهم اكتيالاً يَضُرُّهُمْ ويُتَحامَلُ فيه عليهم أبدلَ " على " مكانَ " مِنْ " للدلالة على ذلك. ويجوزُ أن تتعلَّقَ بـ " يَسْتَوْفون " ، وقدَّم المفعولَ على الفعل لإِفادةِ الخصوصيةِ، أي: يَسْتَوْفون على الناس خاصةً، فأمَّا أنفسُهم فَيَسْتَوْفون لها " انتهى. وهو حسنٌ.