الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَطُورِ سِينِينَ }

روى ابن أبي نجيح عن مجاهد «وطور» قال: جبل. «سِينِين» قال: مبارك بالسريانِية. وعن عكرمة عن ابن عباس قال: «طور» جبل، و«سينين» حسن. وقال قتادة: سينين هو المبارك الحسن. وعن عكرمة قال: الجبل الذي نادى الله جل ثناؤه منه موسى عليه السلام. وقال مقاتل والكلبِيّ: «سِينِين» كل جبل فيه شجر مثمِر، فهو سِينين وسِيناء بلغة النَّبَط. وعن عمرو بن ميمون قال: صليت مع عمر بن الخطاب العشاء بمكة، فقرأ «وَالْتِيْنِ وَالْزَيْتُونِ. وَطُورِ سِيناء. وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ» قال: وهكذا هي في قراءة عبد الله ورفع صوته تعظيماً للبيت. وقرأ في الركعة الثانية:أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ } [الفيل: 1] ولإِيلاَفِ قُرَيْشٍ } [قريش: 1] جمع بينهما. ذكره ابن الأنباريّ. النحاس: وفي قراءة عبد الله «سِيناء» بكسر السين، وفي حديث عمرو بن ميمون عن عُمر بفتح السين. وقال الأخفش: «طُور» جبل. و«سِينِينَ» شجر، واحدته «سِينِينِيَّة» وقال أبو عليّ: «سِينِين» فِعلِيل، فكررت اللام التي هي نون فيه، كما كررت في زِحلِيل: للمكان الزلِق، وكِردِيدة: للقطعة من التمر، وخِنذِيد: للطويل. ولم ينصرف «سينين» كما لم ينصرف سِيناء لأنه جعل اسماً لبقعة أو أرض، ولو جعِل اسماً للمكان أو للمنزل أو اسم مذكر لانصرف لأنك سميت مذكراً بمذكر. وإنما أقسم بهذا الجبل لأنه بالشام والأرض المقدّسة، وقد بارك الله فيهما كما قال:إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَى ٱلَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ } [الإسراء: 1].