الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } * { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } * { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } * { ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ }

أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالليل إذا عسعس، يقول: وأُقسم بالليل إذا عسعس. واختلف أهل التأويل في قوله { وَاللَّيْلِ إذَا عَسْعَسَ } فقال بعضهم: عنى بقوله: { إذَا عَسْعَس }: إذا أدبر. ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { وَاللَّيْلِ إذَا عَسْعَسَ } يقول: إذا أدبر. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله { وَاللَّيْلِ إذَا عَسْعَسَ } يعني: إذا أدبر. حدثنا عبد الحميد بن بيان اليشكريّ، قال: ثنا محمد بن يزيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل عن أبي ظَبيان، قال: كنت أتبع عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، وهو خارج نحو المشرق، فاستقبل الفجر، فقرأ هذه الآية { وَاللَّيْلِ إذَا عَسْعَسَ }. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن إدريس، عن الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، قال: خرج عليّ عليه السلام مما يلي باب السوق، وقد طلع الصبح أو الفجر، فقرأ: { وَاللَّيْلِ إذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إذَا تَنَفَّسَ } أين السائل عن الوتر؟ نعم ساعة الوتر هذه. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { وَاللَّيْلِ إذَا عَسْعَسَ } قال: إقباله، ويقال: إدباره. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله { وَاللَّيْلِ إذَا عَسْعَسَ }: إذا أدبر. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة { إذَا عَسْعَسَ } قال: إذا أدبر. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: { إذَا عَسْعَسَ }: إذا أدبر. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن مسعر، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن، قال: خرج عليّ عليه السلام بعد ما أذّن المؤذّن بالصبح، فقال: { واللَّيْلِ إذَا عَسْعَسَ والصُّبْحِ إذَا تَنَفَّسَ } أين السائل عن الوتر؟ قال: نعم ساعة الوتر هذه. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { وَاللَّيْلِ إذَا عَسْعَسَ } قال: عسعس: تولى، وقال: تنفس الصبح من هاهنا، وأشار إلى المشرق طلاع الفجر. وقال آخرون: عنى بقوله: { إذَا عَسْعَسَ }: إذا أقبل بظلامه. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن { وَاللَّيْلِ إذَا عَسْعَسَ } قال: إذا غَشِي الناس. حدثنا الحسين بن عليّ الصدائي، قال: ثني أبي، عن الفضيل، عن عطية { وَاللَّيْلِ إذَا عَسْعَسَ } قال: أشار بيده إلى المغرب. وأولى التأويلين في ذلك بالصواب عندي: قول من قال: معنى ذلك: إذا أدبر، وذلك لقوله: { وَالصُّبْحِ إذَا تَنَفَّسَ } فدلّ بذلك على أن القسم بالليل مدبراً، وبالنهار مقبلاً، والعرب تقول: عسعس الليل، وسَعْسَع الليل: إذا أدبر، ولم يبق منه إلا اليسير ومن ذلك قول رُؤْبة بن العجاج:

السابقالتالي
2