الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

قوله تعالى: { إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب }.

قال ابن عباس: نزلت في اليهود، كتموا اسم النبي صلى الله عليه وسلم، وغيّروه في كتابهم. والثمن القليل: ما يصيبونه من أتباعهم من الدنيا. { أولئك ما يأكلون في بطونهم إِلا النار } قال الزجاج: معناه: إن الذين يأكلونه يعذّبون به، فكأنهم يأكلون النار. { ولا يكلِّمهم } هذا دليل على أن الله لا يكلم الكفار ولا يحاسبهم.

قوله تعالى: { ولا يزكيهم } [فيه] ثلاثة أقوال. أحدها: لا يزكي أعمالهم، قاله مقاتل. والثاني: لا يثني عليهم، قاله الزجاج. والثالث: لا يطهرهم من دنس كفرهم وذنوبهم، قاله ابن جرير.