الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }

قوله: { وَقُرْآنَهُ }: أي: قراءَتَه، فهو مصدرٌ مضافٌ للمفعولِ. وأمَّا الفاعلُ فمحذوف. والأصلُ: وقراءَتَك إياه، والقرآن: مصدرٌ بمعنى القراءة. قال حَسَّان رضي الله عنه:
4415ـ.....................   يُقَطِّعُ الليلَ تَسْبيحاً وقُرآناً
وقال ابن عطية: " قال أبو العالية: " إنَّ علينا جَمْعَه وقُرَانَه. فإذا قَرَتَه فاتَّبِعْ قُرانَه " بفتح القافِ والراء والتاءِ، مِنْ غيرِ همزٍ ولا ألفٍ ". قلت: ولم يَذْكُرْ توجيهاً. فأمَّا توجيهُ قولِه: " جَمْعَه وقُرانَه " ، وقوله: " فاتَّبِعْ قُرانَه " فواضحٌ مِمَّا تقدَّمَ في قراءةِ ابن كثير في البقرة، وأنه هل هو نَقْلٌ، أو مِنْ مادةِ قَرَن، وتحقيقُ القولَيْن مذكورٌ ثَمَّةَ فعليك بالالتفاتِ إليه. وأمَّا قولُه: " بفتحِ القافِ والراءِ والتاء " فيعني في قولِه: " فإذا قَرَتَه " يُشير إلى أنه قُرىء شاذاً هكذا، وتوجيهُها: أنَّ الأصلَ: " قَرَأْتَه " فعلاً ماضياً مُسْنداً لضمير المخاطبِ أي: فإذا أَرَدْتَ قراءتَه، ثم أبدلَ الهمزةَ ألفاً لسكونِها بعد فتحةٍ، ثم حَذَفَ الألفَ تخفيفاً كقولِهم: " ولو تَرَ ما الصبيانَ " أي: ولو تَرَى الصبيانَ و " ما " مزيدة، فصار اللفظُ " قَرَتَه " كما ترى.