الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً }

قوله تعالى { وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً } بين تخصيص موسى بمقام الخطاب الخاص بلا واسطة بادر موسى من بين الانبياء بسؤال الرؤية فأوقفه الحق فى مقام سماع كلامه ومنعه من مشاهدة رؤيته صرفا وتحمل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اثقال الشوق بمطايا اسراره ولم يسأل مشاهدة الحق جهراً بالانبساط فاوصله الله الى مقام مشاهدته ورؤيته بالظاهر والباطن بعين الرأس وبعين القلب ثم اسمع كلامه بلا واسطة ولا حجاب قال تعالىفَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ } وان الله سبحانه اذا اراد ان يسمع كلامه احد من الانبياء والاولياء يعطيه سمعا من اسماعه فيسمع بها كلامه كما حكى عليه السلام عنه تعالى " فإذا احببته كنت سمعه الذى يسمع به " الحديث اسمعه كلامه وليس هناك الحروف والاصوات بل اسمعه بحرف القدرة وصوت الازلية الذى منزه عن همهمة الانفاس وخطرات الوسواس وليس فى ولاية الازل من رسوم أهل الآجال شئ هناك السامع والمسمع واحد من حيث المحبة لا من حيث الجمع والتفرقة.