الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ ٱسْكُنُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيۤئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ }

قوله: { وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ ٱسْكُنُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ } ، إلى قوله: { يَظْلِمُونَ }.

قال الفراء، والكسائي: " خَطَايَا " جمع خَطِيَّة، على ترك الهمز، كـ: " مَطِيَّة " ، و " وَصِيَّة ".

وقال المازني: هي " فَعائِل " ، أصلها همزتان فأبدل من الثانية ياء، فأشبهت مضيف " الخطايا " إلى نفسه، فأبدل من الكسرة فتحة، ومن الياء ألفا فصارت: " خطاءا " ، والهمزة أخت الألف، فكأنه اجتمع ثلاث ألفات، فأبدل من الهمزة ياء، فصارت: " خطايا ".

ولسيبويه والخليل قول مشهور قد ذكر في غير هذا الموضع.

والأصل عند الفراء في " مَطِيَّة " و " وَصِيَّة " أن يجمع على: " فَعَائِل " ، إلا أنه لو جمع على ذلك للزم حذف الياء، فيصير كـ: " غَوَاشٍ " فتختل، فنُقل جَمعُهُ إلى " فَعَال " ، فردت اللام قبل الياء الزائدة وفتح، كـ: " أسير " و " أسارى " ، ثم أجرى هذه العلة في " خطية ".

ومعنى الآية: إن الله، جلّ ذكره، يقول لنبيه، (عليه السلام): واذكر، يا محمد، خطأ فعل هؤلاء وخلافَهُم لأمر ربهم، حين قال لهم [الله]: { ٱسْكُنُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ } ، وهي قرية بيت المقدس، { وَكُلُواْ مِنْهَا } ، أي: من ثمارها وحبوبها ونباتها، { حَيْثُ شِئْتُمْ } ، أي: أين شئتم منها.

وقوله: { حِطَّةٌ }.

أي: حط عنا ذنوبنا، { نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيۤئَاتِكُمْ } ، أي: يستر ذنوبكم، { سَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } ، أي: نزيدهم على ما وعدتهم من الغفران.

(قوله): { فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ }.

أي: غَيَّروا ما أُمروا أن يقولوا. قيل لهم: قولوا: { حِطَّةٌ } ، قالوا: " حنطة في شعير " ، { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } ، أي عذاباً، فأهلكناهم بفعلهم وتغييرهم وفسقهم.

وقيل: هو طاعون أخذهم، فهلك خَلقٌ مِنْهُمْ. وقد ذكر في البقرة.