الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً }

قوله: { وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ }: " أنْ " هي المخففةُ. وقد تقدَّم أنه يُكتفى بـ " لو " فاصلةً بين " أَنْ " الخفيفةِ وخبرِها، إذا كان جملةً فعلية في سورة سبأ. وقال أبو البقاء هنا: و " لو " عوضٌ كالسين وسوف. وقيل: " لو " بمعنى " إنْ " و " أنْ " بمعنى اللامِ، وليسَتْ بلازمةٍ كقوله:لَئِن لَّمْ تَنتَهِ } [الشعراء: 16] وقال في موضعٍ آخرَ:وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ } [المائدة: 73] ذكره ابن فَضَّال في " البرهان ". قلت: هذا شاذٌّ لا يُلتفت إليه البتَةَ؛ لأنه خلافُ النَّحْوِيين. وقرأ العامَّةُ بكسر واو " لو " على الأًصلِ. وابن وثاب والأعمشُ بضمِّها تشبيهاً بواوِ الضمير، وقد تقدم تحقيقُه في البقرة.

وقوله: { غَدَقاً } الغَدَقُ بفتح الدال وكسرِها: لغتان في الماءِ الغزيرِ، ومنه الغَيْداقُ: الماءُ الكثيرُ، وللرجلِ الكثيرِ العَدْوِ، والكثيرِ النطقِ. ويقال: غَدِقَتْ عينُه تَغْدَقُ أي: هَطَلَ دَمْعُها غَدَقاً. وقرأ العامَّةُ " غَدقاً " بفتحتَيْن. وعاصم ـ فيما رَوَى عنه الأعشى ـ بفتحِ الغينِ وكَسْرِ الدالِ، وتقدَّم أنهما لغتان.