الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ }

{ ولنبلونكم بشيء من الخوف } أي: خوفي الموجب لانكسار النفس وانهزامها { والجوع } الموجب لنهك البدن، وضعف قواه، ورفع حجاب الهوى، وسدّ طريق الشيطان إلى القلب { ونقص من الأموال } التي هي موادّ الشهوات المقوّية للنفس الزائدة في طغيانها { والأنفس } المستولية على القلب بصفاتها، والمستغنية بذاتها، ليزيد بنقصها القلب ويقوى، أو أنفس الأقرباء والأصدقاء الذين تأوون إليهم وتستظهرون بهم لتنقطعوا إليّ وتبتلوا { والثمرات } أي: الملاذ والمتمتعات النفسانية لتلتذوا بالمكاشفات والمعارف القلبية، والمشاهدات الروحية عند صفاء بواطنكم بالانقطاع منها وخلوص بصائر قلوبكم بنار الرياضة والبلاء والعزلة من غشّ صفات نفوسكم. { وبشر الصابرين } يعني: الصابرين عن مألوفاتهم بلذّة محبتي وقوّة إرادتي.