الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ }

قوله تعالى: { فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ.. } [الأنبياء: 15] أي: قولهم:قَالُواْ يٰوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } [الأنبياء: 14] فلم يقولوها مرة واحدة سرقة عواطف مثلاً، إنما كانت ديدنهم، وأخذوها تسبيحاً: يا ويلنا إنا كنا ظالمين، يا ويلنا إنا كنا ظالمين، فلا شيءَ يشفي صدورهم إلا هذه الكلمة يُردِّدونها. كما يجلس المجرم يُعزِّي نفسه نادماً يقول: أنا مُخطىء، أنا أستحق السجن، أنا كذا وكذا. وقوله تعالى: { حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ } [الأنبياء: 15] الحصيد: أي المحصود وهو الزرْع بعد جمعه { خَامِدِينَ } [الأنبياء: 15] الخمود من أوصاف النار بعد أنْ كانت مُتأجِّجة مشتعلة ملتهبة صارت خامدة، ثم تصير تراباً وتذهب حرارتها. كأن الحق - سبحانه وتعالى - يشير إلى حرارتهم في عداء الرسول وجَدَلهم وعنادهم معه صلى الله عليه وسلم، وقد خمدتْ هذه النار وصارتْ تراباً. ثم يقول الحق سبحانه: { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ... }.