الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }

قوله: { وَيْلٌ }: مبتدأٌ، سَوَّغ الابتداءَ به كونُه دعاءً. وقال الزمخشري: " فإنْ قلتَ: كيف وقعَتِ النكرةُ مبتدأً في قولِه: " ويَلٌ "؟ قلت: هو في أَصْلِهِ مصدرٌ منصوبٌ سادٌّ مَسَدَّ فِعْلِه، ولكنه عُدِل به إلى الرفعِ للدلالةِ على ثباتِ معنى الهلاكِ ودوامِه للمدعُوِّ عليهم. ونحوُهسَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } [الأنعام: 54] ويجوز: وَيْلاً له بالنصبِ، ولكن لم يُقْرَأْ به ". قلت: هذا الذي ذكره ليس من المُسَوِّغاتِ التي عَدَّها النَّحْويون، وإنما المُسَوِّغُ ما ذكرْتُه لك مِنْ كونه دعاءً. وفائدةُ العدولِ إلى الرفع ما ذكره. و " يومئذٍ " ظرفٌ للوَيْل. وجَوَّز أبو البقاء أَنْ يكونَ صفةً لـ " وَيْلٌ " و " للمُكَذِّبين " خبرُه.