الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُوۤاْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }

{ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ } أي: بعد مراجعة أبيهم في شأنه { وَأَجْمَعُوۤاْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ } فيه تعظيم لما أزمعوا، إذ أخذوه ليكرموه، ويدخلوا السرور على أبيه، ومكروا ما مكروا. { وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا } أي: أعلمناه بإلقاءٍ في روعه أو بواسطة ملك عند ذلك تبشيراً له، بأنك ستخلص مما أنت فيه، وتحدثهم بما فعلوا بك.

وقوله: { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } إما متعلق بـ { أَوْحَيْنَآ } أي: أوحينا إليه ذلك وهم لا يشعرون، إيناساً له، وإزالة للوحشة؛ أو حال من الهاء في { لَتُنَبِّئَنَّهُمْ } ، أي: لتحدثنهم بذلك وهم لا يشعرون أنك يوسف، لعلوّ شأنك، كما سيأتي في قوله تعالى:فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } [يوسف: 58].

روي أنهم نزعوا قميص يوسف الموشى الذي عليه، وأخذوه، وطرحوه في البئر، وكانت فارغة لا ماء بها، وجلسوا بعدُ، يأكلون ويلهون إلى المساء.

وجواب { لَمَّا } في الآية محذوف، مثل فعلوا ما فعلوا، أو طرحوه فيها، وقيل: الجواب { أَوْحَيْنَآ } والواو زائدة.