الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ }

أي أكاد أخفيها فلا أقول هي آتية لفرط إرادتي إخفاءها ولولا ما في الإخبار بإتيانها مع تعمية وقتها من اللطف لما أخبرت به. وقيل معناه أكاد أخفيها من نفسي، ولا دليل في الكلام على هذا المحذوف، ومحذوف لا دليل عليه مطرح. والذي غرهم منه أن في مصحف أبيّ أكاد أخفيها من نفسي. وفي بعض المصاحف أكاد أخفيها من نفسي فكيف أظهركم عليها وعن أبي الدرداء وسعيد بن جبير «أخْفيَهَا» بالفتح، من خفاه إذا أظهره، أي قرب إظهارها كقوله تعالىٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ } القمر 1 وقد جاء في بعض اللغات أخفاه بمعنى خفاه. وبه فسر بيت امرىء القيس
فَإنْ تَدْفِنُوا الدَّاءَ لاَنْخفِهِ وَإنْ تَبْعَثُوا الْحَرْبَ لا نَقْعُدِ   
فأكاد أخفيها محتمل للمعنيين { لِتُجْزَىٰ } متعلق بآية { بِمَا تَسْعَىٰ } بسعيها.