الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ ٱلْحَوَايَآ أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذٰلِكَ جَزَيْنَٰهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَٰدِقُونَ }

قوله: { وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } الآية.

قرأ الحسن { كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } بالإسكان، وقرأ أبو السمّأل { كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } بكسر الظاء، وأنكر ذلك أبو حاتم.

(و) قوله: { أَوِ ٱلْحَوَايَآ } في موضع رفع على معنى: " أو إلاّ ما حملت الحوايا " ، فهو عطف على " الظهور " ، فتكون داخلة في الذي هو حلال، وكذلك (ما) الثانية داخلة في الحلال، وقيل: هي في موضع نصب، عطف على المستثنى وهو (ما). وقيل: هو معطوف على " الشحوم " ، والمعنى: حرمنا عليهم شحومهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم إلا ما حملت ظهورهما فتكون الحوايا داخلة في التحريم على هذا، و (ما) الثانية عطف عليها.

ومعنى الآية أن الله أخبر نبيه أنه حرم على اليهود - جَزاءً بِبغْيِهِمْ - كل ذي ظُفُرٍ، وهو من البهائم (و) الطير ما لم يكن مشقوق [الأصابع] كالإبل والنَّعَام والإوز والبط، وأَنَّهُ حُرَمَ عليهم شحوم ثروب الغنم والبقر. وقيل: إنَّما حرّم عليهم كل شحمٍ غير مختلط بعظمٍ ولا على عظمٍ.

وقال السدي: الذي حرّم عليهم هو شحوم الثروب و [الكلى]. { إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا }: يعني شحوم الجنب والظهر ونحوه.

وواحد " الحوايا ": " حاوياء " ، مثل نافقاء، هذا مذهب سيبويه. وقال الكسائي: واحدها " حاوية " ، مثل ضاربة. وهي ما تَحَوّى في البطن ويَسْتَدير، وهي " المباعر " ، فاستثنى في الحلال ما حملت الحوايا، فهذا يدل على عطف " الحوايا " على " الظهور " في موضع رفع. وأكثرهم على أن الحوايا: المباعر، تدعى عند العرب: " المرابض ".

{ أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ بِعَظْمٍ }: يعني شحم الألية وشبهه حلال.

وقيل: واحد الحوايا " حوية ".