الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ ٱلْحَوَايَآ أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذٰلِكَ جَزَيْنَٰهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَٰدِقُونَ }

قال ابن جرير، يقول تعالى وحرمنا على اليهود كل ذي ظفر، وهو البهائم والطير، ما لم يكن مشقوق الأصابع، كالإبل والنعام والإوز والبط، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِى ظُفُرٍ } وهو البعير والنعامة، وكذا قال مجاهد والسدي في رواية، وقال سعيد بن جبير هو الذي ليس منفرج الأصابع، وفي رواية عنه كل شيء متفرق الأصابع، ومنه الديك، وقال قتادة في قوله { وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِى ظُفُرٍ } وكان يقال للبعير والنعامة وأشياء من الطير والحيتان، وفي رواية البعير والنعامة، وحرم عليهم من الطير البط وشبهه، وكل شيء ليس بمشقوق الأصابع، وقال ابن جريج عن مجاهد كل ذي ظفر، قال النعامة والبعير شقاشقاً، قلت للقاسم بن أبي بزة وحدثته ما شقاشقاً؟ قال كل ما لا ينفرج من قوائم البهائم، قال وما انفرج أكلته؟ قال انفرجت قوائم البهائم والعصافير، قال فيهود تأكله، قال ولم تنفرج قائمة البعير خفه ولا خف النعامة، ولا قائمة الوز، فلا تأكل اليهود الإبل ولا النعامة ولا الوز، ولا كل شيء لم تنفرج قائمته، ولا تأكل حمار الوحش، وقوله تعالى { وَمِنَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ } قال السدي يعني الثرب، وشحم الكليتين، وكانت اليهود تقول إنه حرمه إسرائيل، فنحن نحرمه، وكذا قال ابن زيد، وقال قتادة الثرب، وكل شحم كان كذلك ليس في عظم. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَآ } يعني ما علق بالظهر من الشحوم، وقال السدي وأبو صالح الألية مما حملت ظهورهما. وقوله تعالى { أَوِ ٱلْحَوَايَآ } قال الإمام أبو جعفر بن جرير الحوايا جمع واحدها حاوياء، وحاوية، وحوية، وهو ما تحوَّى من البطن فاجتمع واستدار، وهي بنات اللبن، وهي المباعر، وتسمى المرابض، وفيها الأمعاء، قال ومعنى الكلام ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما، إلا ما حملت ظهورهما، أو ما حملت الحوايا، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أو الحوايا وهي المبعر، وقال مجاهد الحوايا المبعر والمربض، وكذا قال سعيد بن جبير والضحاك وقتادة وأبو مالك والسدي، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغير واحد الحوايا المرابض التي تكون فيها الأمعاء، تكون وسطها، وهي بنات اللبن، وهي في كلام العرب تدعى المرابض، وقوله تعالى { أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ بِعَظْمٍ } يعني إلا ما اختلط من الشحوم بعظم، فقد أحللناه لهم، وقال ابن جريج شحم الألية ما اختلط بالعصعص، فهو حلال، وكل شيء في القوائم والجنب والرأس والعين وما اختلط بعظم فهو حلال ونحوه، قاله السدي. وقوله تعالى { ذَٰلِكَ جَزَيْنَـٰهُم بِبَغْيِهِمْ } أي هذا التضييق إنما فعلناه بهم، وألزمناهم به مجازاة على بغيهم ومخالفتهم أوامرنا، كما قال تعالى

السابقالتالي
2