الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ }

قوله تعالى { وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحْمَةِ } اخبر تعالى عن الصفتين القديمتين الصادرتين من الازل للعموم والخصوص من الحدثان بفناه استغنى عن طاعة المطيعين وبرحمته رحم على العاصين حين لا ينفعه طاعة المطيعين ولا يضره عصيان العاصين ملابسات اقطار الحدثان من لطائف الانعام من بحار رحمته مطر لطفه على الأنعام غناه أغنى العارفين عن الكونين ورحمته شملت على العالمين فقال سماع غناه يوجب محوهم وسماع رحمته يوجب صحوهم وقال الاستاذ الغنى يشير الى غيره والرحمة تشير الى لطفه اخبرهم بقوله { ٱلْغَنِيُّ } عن جلاله وبقوله { ذُو ٱلرَّحْمَةِ } عن افضاله فبجلاله يكاشفهم فيفنيهم وبأفضاله يلاطفهم فيجيبهم.