الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

قوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } ما قال القوم هذا القول حتى شاهدوا بقلوبهم وعقولهم وارواحهم واسرارهم مشاهدة الحق سبحانه فاذا رأوه قالوا ربنا الله كطلاب الهلال سكتوا فى طلبه فاذا رأوه يقولون هذا الهلال وصاحوا وتصفقوا وضحكوا لهذا القول منهم بعد كشف مشاهدة الحق لهم فلما رأوه احبوه وعرفوه وشربوا من بحار وصاله وجماله وجلاله شربات المحبة والشوق وتمكنوا شربها حتى استقاموا بقوتها فى موازاة روية انوار الآزال والأباد واستقاموا في مراد الله منهم واداء حقائق عبوديته فلا يبقى عليهم خوف الحجاب ولا حزن العتاب قال الله تعالى { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } قال ابن طاهر استقاموا على ما سبق منهم من الاقرار بالتوحيد فلم يروا سواه منعما ولا شكروا سواه فى حال ولا رجعوا الى غيره وثبتوا معه على منهاج الاستقامة وقال جعفر استقاموا مع الله بحركات القلوب مع مشاهدات التوحيد وقال بعضهم افردوا الله بالملك والربوبية والقدرة واستقاموا على هذه الشروط فلم يخالفوه.