الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ } * { مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ } * { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } * { كِرَامٍ بَرَرَةٍ }

وقوله تعالى: { فَى صُحُفٍ } متعلقٌ بقولهِ: { إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } وهذا يؤيد أن التذكرَة يراد بها جميعُ القرآن، والصحف هنا قيل إنه اللوحُ المحفوظُ: وقيلَ صحفُ الأنبياءِ المنزلةُ. قال ابن عبَّاسٍ: السَّفَرَةُ هم الملائِكَةُ، لأنَّهم كَتَبةٌ يقال: سَفَرْتُ، أي: كتبتُ، ومنه السِّفْرُ، وقال ابن عباس أيضاً: الملائكةُ سَفَرةَ لأنهم يَسْفِرُونَ بينَ اللَّه وبين أنبيائه، وفي البخاري: سَفَرةُ الملائكةِ [واحدُهم سَافِرٌ]، سَفَرَتْ أصْلَحَتْ بينهم وجُعِلَتِ الملائكةُ إذَا نَزَلَتْ بوحي اللَّه ـــ عز وجل ـــ وتأديته كالسَّفِيرِ الذي يُصْلِح بَيْنَ القوم، انتهى، قال * ع *: ومن اللفظةِ قول الشاعر: [الوافر]
وَمَا أَدَعُ السِّفَارَةَ بَيْنَ قَوْمِي   وَمَا أسْعَىٰ بِغِشٍّ إنْ مَشَيْتُ
والصُّحُفُ على هذا: صحفٌ عند الملائِكة أو اللوحُ.