الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ ٱلآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْقُبُورِ }

قوله تعالى: { لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } قال المقاتلان: يريد: اليهود، وذلك أن ناساً من فقراء المسلمين كانوا يخبرون اليهود أخبار المسلمين، يتوصّلون بذلك إليهم، ليصيبوا من ثمارهم، فنزلت هذه الآية.

{ قَدْ يَئِسُواْ } يعني: القوم الذين غضب الله عليهم { مِنَ ٱلآخِرَةِ } أي: من ثواب الآخرة بسبب كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهم يعرفونه كما يعرفون أبنائهم. هذا قول جمهور العلماء.

{ كَمَا يَئِسَ ٱلْكُفَّارُ } يعني: عَبَدَةَ الأوثان، يئسوا { مِنْ } الموتى { أَصْحَابِ ٱلْقُبُورِ } أن يرجعوا أحياء، فيكون على حذف المضاف، تقديره: من بعث أصحاب القبور.

قال ابن عباس: كما يئس الكفار مِنْ بعث مَنْ في القبور.

فيكون " مِنْ " على هذا القول؛ مفعول " يئس الكفار ".

وقال مجاهد: كما يئس الكفار الذين ماتوا من ثواب الآخرة؛ لأنهم أيقنوا بالعذاب.

فيكون " مِنْ " على هذا القول؛ بياناً للكفار الذين قُبروا.

فإن قيل: ما تقول في قول الثعلبي: كما يئس الكفار من أصحاب القبور أن يرجعوا إليهم؟

قلتُ: ليس بمستقيم؛ لأن المؤمنين والكفار مشتركون في اليأس من رجوع أصحاب القبور إليهم، فيكون الاقتصار على ذكر الكفار عديم التأثير. [والله أعلم].