الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ }

قوله: { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } يريد أهلَ قريةٍ، ولذلك راعى هذا المقدَّرَ في " أَهْلَكْناهم " { فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ } بعد ما راعى المضافَ في قوله: " هي أشدُّ " والجملةُ مِنْ " هي أشدُّ " صفةٌ لقرية. وقال ابنُ عطية: " نَسَبَ الإِخراجَ للقرية، حَمْلاً على اللفظِ، وقال: " أهلكناهم " حَمْلاً على المعنى ". قال الشيخ: " وظاهرُ هذا الكلامِ لا يَصِحُّ؛ لأن الضميرَ في " أهلكناهم " ليس عائداً على المضافِ إلى القرية التي أَسْنَدَ إليها الإِخراجَ، بل على أهلِ القرية، في قوله: { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } [فإنْ كان أرادَ بقولِه: " حَمْلاً على المعنى " أي: معنى القرية مِنْ قوله: { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } ] فهو صحيحٌ، لكنَّ ظاهرَ/ قولِه: " حَمْلاً على اللفظِ " و " حَمْلاً على المعنى " أَنْ يكونَ في مدلولٍ واحدٍ، وكان على هذا يَبْقى " كَأَيِّنْ " مُفْلَتاً غيرَ مُحَدَّثٍ عنه بشيء، إلاَّ أَنْ يُتَخَيَّلَ أنَّ " هي أشدُّ " خبرٌ عنه، والظاهرُ أنَّه صفةٌ لـ قرية ". قلت: وابن عطيةَ إنما أراد لفظَ القريةِ مِنْ حيث الجملةُ لا من حيث التعيينُ.