الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِيۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ }

{ انا } من مقام كما قدرتنا والجمع للتعظيم ولكثرة الصفات. وقال بعضهم لما فى احياء الموتى من حظ الملائكة وينافيه الحصر الدال على قوله { نحن }. قال فى البحر كرر الضمير لتكرير التأكيد { نحيى الموتى } نبعثهم بعد مماتهم ونجزيهم على حسب اعمالهم فيظهر حينئذ كمال الاكرام والانتقام للمبشرين والمنذرين من الانام. والاحياء جعل الشئ حيا ذا حس وحركة والميت من اخرج روحه وقد اطلق النبى عليه السلام لفظ الموتى على كل غنى مترف وسلطان جائر وذلك فى قوله عليه السلام " اربع يمتن القلب الذنب على الذنب وكثرة مصاحبة النساء وحديثهن وملاحاة الاحمق تقول له ويقول لك ومجالسة الموتى قيل يا رسول الله وما مجالسة الموتى قال كل غنى مترف وسلطان جائر " وفى التأويلات النجمية نحيى قلوبا ماتت بالقسوة بما نمطر عليها من صوب الاقبال والزلفة انتهى. فالاحياء اذا مجاز عن الهداية { ونكتب } اى نحفظ ونثبت فى اللوح المحفوظ يدل عليه آخر الآية او يكتب رسلنا وهم الكرام الكاتبون وانما اسند اليه تعالى ترهيبا ولانه الآمر به { ما قدموا } اى اسلفوا من خير وشر وانما اخر الكتابة مع انها مقدمة على الاحياء لانها ليست مقصودة لذاتها وانما تكون مقصودة لامر الاحياء ولولا الاحياء والاعادة لما ظهر للكتابة فائدة اصلا { وآثارهم } اثر الشئ حصول ما يدل على وجوده اى آثارهم التى ابقوها من الحسنات كعلم علموه او كتاب الفوه او حبيس وقفوه او بناء شئ من المساجد والرباطات والقناطر وغير ذلك من وجوه البرّ قال الشيخ السعدى
تمرد آنكه ماند بس از وى بجاى بل ومسجد وخان مهمان سراى هرآن كو نماند از بسش ياد كار درخت وجودش نياورد بار وركرفت آثار خيرش نماند نشايد بس از مرك الحمد خواند   
ومن السيآت كوظيفة وظفها بعض الظلمة على المسلمين مسانهة او مشاهرة وسكة احدثها فيها تحسيرهم وشئ احدث فيه صدّ عن ذكر الله من الحان وملاهى ونحوه قوله تعالى { ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر } اى بما قدم من اعماله واخر من آثاره وفى المثنوى
هركه بنهد سنت بد اى فتى تادر افتد بعد او خلق از عمى جمع كردد بر وى آن جملة بزه كوسرى بودست وايشان دم غزه   
فعلى العدول ان يرفعوا الاحداث التى فيها ضرر بين الناس فى دينهم ودنياهم والا فالراضى كالفاعل وكل مجزى بعمله
از مكافات عمل غافل مشو كندم از كندم برويد جو زجو كين جنين كفتست بير معنوى كاى برادر هرجه كارى بدروى   
وقال بعض المفسرين هى آثار المشائين الى المساجد ولعل المراد انها من جملة الآثار كما فى الارشاد ـ روى " ان جماعة من الصحابة بعدت دورهم عن المسجد النبوى فارادوا النقلة الى جوار المسجد فقال عليه السلام " ان الله يكتب خطواتكم ويثيبكم عليها فالزموا بيوتكم "

السابقالتالي
2 3