الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ ٱلرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ ٱلرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً } أي: تصدّقوا قبل مناجاته، أي: مسارّته في بعض شأنكم { ذَلِكَ } أي: التقديم. { خَيْرٌ لَّكُمْ } أي: لأنفسكم، لما فيه من مضاعفة الأجر والثواب، والقيام بحق الإخاء، بالعود على ذوي بالمسكنة بالمواساة والإغناء. { وَأَطْهَرُ } أي: لأنفسكم من رزيلة البُخل والشح، ومن حب المال وإيثاره الذي قد يكون من شعار المنافقين. وكأن الأمر بالتصديق المذكور، نزل ليتميز المؤمن من المنافق، فإن المؤمن تسخو نفسه بالإيمان كيفما كان، والثاني يغص به ولو في أضرّ الأوقات. ومعظم أوامر السورة هو التصدّق، حثاً للباخلين، وسوقاً للمؤمنين. { فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ } أي: ما تتصدّقون به أمام مناجاتكم الرسول صلوات الله عليه. { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } أي: لمن لم يجده، إذ لم يخرجه ولم يضيّق عليه، رحمةً منه.