الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }

قوله: { وَلْنَحْمِلْ }: أمرٌ في معنى الخبر. وقرأ الحسن وعيسى بكسرِ لامِ الأمرِ. وهو لغةُ الحجاز. وقال الزمخشري: " وهذا قولُ صناديدِ قريشٍ كانوا يقولون لمَنْ آمنَ منهم: لا نُبْعَثُ نحن ولا أنتم، فإنْ عَسَى كان ذلك فإنَّا نَتَحَمَّلُ ". قال الشيخ: " هو تركيبٌ أعجميٌّ مِنْ جهةِ إدخالِ حرفِ الشرطِ على " عسى " ، وهي جامدةٌ، واستعمالِها مِنْ غيرِ اسمٍ ولا خبرٍ وإيلائِها كان ".

وقرأ العامَّةُ " خطاياكُمْ " جمعَ تكسيرٍ. وداود بن أبي هند " مِنْ خَطِيْئاتهم " جمعَ سلامةٍ. وعنه أيضاً " خَطيئتِهم " بالتوحيد، والمرادُ الجنسُ. وهذا شبيهٌ بقراءتَيْوَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ } [البقرة: 81] و " خطيئاته " وعنه أيضاً " خَطَئِهم ". قيل: بفتحِ الطاءِ وكسرِ الياءِ. يعني بكسرِ الهمزةِ القريبةِ من الياء لأجلِ تسهيلِها بينَ بينَ.

و " مِنْ شيء " هو مفعولٌ بـ " حامِلين " ، و " مِنْ خطاياهم " حالٌ منه، لمَّا تقدَّم عليه انتصبَ حالاً.