الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلتَّائِبُونَ ٱلْعَابِدُونَ ٱلْحَامِدُونَ ٱلسَّائِحُونَ ٱلرَّاكِعُونَ ٱلسَّاجِدونَ ٱلآمِرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَٱلْحَافِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

{ ٱلتَّـٰئِبُونَ } رفع على المدح. أي هم التائبون يعني المؤمنين المذكورين. ويدلّ عليه قراءة عبد الله وأبيّ رضي الله عنهما «التائبين» بالياء إلى والحافظين، نصباً على المدح. ويجوز أن يكون جراً صفة للمؤمنين. وجوّز الزجاج أن يكون مبتدأ خبره محذوف، أي التائبون العابدون من أهل الجنة أيضاً وإن لم يجاهدوا، كقولهوَكُلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ } النساء 95 وقيل هو رفع على البدل من الضمير في يقاتلون. ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره العابدون، وما بعده خبر بعد خبر، أي التائبون من الكفر على الحقيقة الجامعون لهذه الخصال. وعن الحسن هم الذين تابوا من الشرك وتبرؤا من النفاق. و { ٱلْعَـٰبِدُونَ } الذين عبدوا الله وحده وأخلصوا له العبادة وحرصوا عليها. و { ٱلسَّـٰئِحُونَ } الصائمون شبهوا بذوي السياحة في الأرض في امتناعهم من شهواتهم. وقيل هم طلبة العلم يسيحون في الأرض يطلبونه في مظانه.