الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }

فقال: { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً } فيه قراءاتان:

إحداهما: { قِبَلا } بكسر القاف وفتح الباء، قرأ بها نافع، وابن عامر، ومعنى ذلك معاينة ومجاهرة، قاله ابن عباس وقتادة.

والقراءة الثانية: بضم القاف والباء وهي قراءة الباقين، وفي تأويلها ثلاثة أقاويل:

أحدها: أن القُبُل جمع قبيل وهو الكفيل، فيكون معنى { قُبُلاً } أي كُفَلاء.

والثاني: أن معنى ذلك قبيلة قبيلة وصفاً صفاً، قاله مجاهد.

والثالث: معناه مقابلة، قاله ابن زيد، وابن إسحاق.

ثم قال: { مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } يعني بهذه الآيات مع ما اقترحوها من قبل.

ثم قال: { إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ } فيه قولان:

أحدهما: أن يعينهم عليه.

والثاني: إلا أن يشاء أن يجبرهم عليه، قاله الحسن البصري.

ثم قال: { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: يجهلون فيما يقترحونه من الآيات.

والثاني: يجهلون أنهم لو أجيبوا إلى ما اقترحوا لم يؤمنوا طوعاً.