الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ }

قوله عز اسمه: { إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ } [الآية: 11].

قال سهل: النعاس ينزل من الدماغ والقلب حَىٌّ، والنوم يحل بالقلب من الظاهر وهو حكم النوم، وحكم النعاس حكم الروح.

قال بعضهم: ألقى على الصحابة النعاس حتى غلبهم ذلك، فلم يبق منهم أحداً إلا وهو ناعس تحت حجفته، فلما أزال عنهم أوصافهم وبرأهم من حولهم وقوتهم أيدهم بالأمن، ليعلموا أن النصر من عنده، وهو الذى يهزمهم لا هم وأنه الملقى فى قلوبهم الرعب، وأن الكل إليه وليس إليهم من الأمر شىء.

قوله تبارك وتعالى: { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ } [الآية: 11].

قال ابن عطاء: أنزل عليهم ماء طهر به ظواهر أبدانهم ودنسها، وأنزل عليهم رحمة نوَّر بها قلوبهم وشفا بها صدورهم عن وساوس العدو، وألبس بواطنهم لباس الطمأنينة والصدق.

قال بعضهم: كلما أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة، تنسيهم الاستغفار من تلك الخطيئة.

قال بندار: الاستدراج هو أن يترك المستدرج مع ظاهر الرسوم مع غيبته عن الحقائق والفهم الفائد.

قوله تعالى:أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } [الأعراف: 185].

قال بعضهم: النظر فى الملكوت يورث الاعتبار والنظر إلى المالك يسقط عنهم الاشتغال بسواه.

قال سهل: أخبر الله عن قدرته على عباده ووصف حاجتهم إليه وما خلق من شىء مما سمعوا به ولم يروه فاعتبروا به، ولو شاهدوا ذلك بقلوبهم لوصفوه مثل المعاينة، آمنوا بالغيب فأدَّاهم الإيمان إلى مشاهدة الغيب الذى غاب عنهم، وورثوا بذلك درجات الأنوار فصاروا أعلامًا للهدى.

قوله تعالى:قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } [الأعراف: 188].

قال سهل: كيف يملك نفع غيره من لا يملك نفع نفسه.

قال أبو الحسين الوراق حاكيًا عن أبى عثمان أنه قال: عجز الخلق عن إيصال نفع إلى نفسه أو دفع ضرر عنها آجلاً وعاجلاً، فكيف يثق بإيمانه وكيف يعتمد على طاعاته؟ قال الله تعالى:لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } [الأعراف: 188] لأن النافع والضار هو الله مكَّن الخلق من الأسباب وهو المسبب لجميع ذلك.

قوله تعالى:وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ } [الأعراف: 188].

قال بعضهم: لو كنت أملك الغيب وأقدر عليه لما مسنى السوء، ولكن طويت الغيوب عنا وأُلزمت الملامة لنا.

قوله تعالى:وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا } [الأعراف: 189].

قال بعضهم: خلقها ليسكن إليها فلما سكن إليها غفل عن مخاطبات الحقيقة لسكونه إليها، فوقع فيما وقع من تناول الشجرة.

قوله تعالى:إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّالِحِينَ } [الأعراف: 196].

قال بعضهم: لاحظ الأولياء بعين اللطف ولاحظ العباد بعين البر، ولاحظ الأنبياء بعين التولى فقال:إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ }

السابقالتالي
2