الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ) مصنف و مدقق


{ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ مَا نَنسَخْ } نسخها: قبضها، أو تبديلها، أو تبديل حكمها مع بقاء رسمها. { أَوْ نُنسِهَا } ننسكنها، كان يقرأ الآية ثم ينسى وترفع، أو يريد به الترك: أي ما نرفع من آية، أو نتركها فلا نرفعها قاله ابن عباس ـ رضي الله تعالى عنهما ـ، " قلت: وفيه إشكال ظاهر " ، أو يريد به نمحها { نَنْسَأَها } نؤخرها أنسأت أخرت، ومنه بيع النسيئة. { بِخَيْرٍ مِّنْهَآ } أنفع، وأرفق، وأخف، فيكون الناسخ أكثر ثواباً آجلاً، كنسخ صوم أيام معدودات برمضان، أو أخف عاجلاً، كنسخ قيام الليل. { أَوْ مِثْلِهَا } مثل حكمها في الخفة والثقل والثواب، كنسخ التوجه إلى القدس بالتوجه إلى الكعبة، فإنه مثله في المشقة والثواب. { أَلَمْ تَعْلَمْ } بمعنى أما علمت، أو هو تقرير وليس باستفهام، أو خوطب به والمراد أمته، ولذلك أردفه بقوله: { وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ }.