الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً }

{ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ } نزلت هذه الآية فى طعمة بن أبيرق بن أبى ظفر بن الحارث من بنى ظفر، ويقال له أيضا طعيمة بن أبيرق، وله ثلاثة أخوة بشر وبشير ومبشر، وكان بشير رجلا منافقا يهجو أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فى أشعاره وينسبها لغيره، فكان المسلمون يقولون والله ما هو الا شعر الخبيث، فقال شعرا ينتفى من ذلك
أفكلما قال الرجال قصيدة نحلت وقالوا ابن أبيرق قالها   
قال قتادة بن النعمان " كان بنو أبيرق أهل فاقة، فابتاع عمى رفاعه بن زيد دقيقا من دقيق الشام فجعله فى مشربة له، وفى المشربة درعان له وسيفان، فعدى على المشربة من الليل، فلما أصبح أتانى عمى رفاعة فقال يا ابن أخى أتعلم أنه قد عدى علينا فى ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا، وذهب بطعامنا وسلاحنا، قال فتحسسنا فى الدار وسألنا فقيل لنا قد رأينا بنى أبيرق استوقدوا نارا فى هذه الليلة، ولا نراه الا على بعض طعامكم، وقد قال بنو أبيرق نحن نسأل الله، والله ما نرى صاحبكم الا لبيد بن سهل. قال قتادة ولبيد هذا رجل صالح مسلم، فسمع لبيد ذلك، فاخترط سيفه ثم آتى بنى أبيرق فقال والله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة، فقالوا اليك عنا أيها الرجل، فوالله ما أنت بصاحبها، فسألنا فى الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها، فقال لى عمى يا ابن أخى لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بهذه القصة، فأتيته صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه فقال أنظر فى ذلك، فلما سمع بذلك بنو أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسير بن عروة، فكلموه فى ذلك، واجتمع اليه ناس من أهل الدار، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ان قتادة بن النعمان وعمه عمدا الى أهل بيت منا أهل صلاح واسلام يرمونهم بالسرقة على غير بينة. قال قتادة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته فقال عمدت الى أهل بيت ذكر منهم اسلام وصلاح فرميتهم بالسرقة من غير بينة، فرجعت ووددت أن أخرج من بعض مالى ولم أكلمه، فأتيت عمى فقال ما صنعت فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الله المستعان فلم نلبث أن نزلت الآيات، وارتد بعد ذلك طعمة صريحا وهرب الى مكة، فروى أنه نقب حائط بيت ليسرقه، فانهدم الحائط عليه فقتله " ، ويروى أنه تبع قوما من العرب فسرق منهم فقتلوه، وقيل انه لما نزل القرآن فيه ارتد صريحا فهرب لمكة، ثم نقب الحجاج بن غلاط حائطا ليسرق فوقعه عليه حجرا ضره، ولما أصبح أخرجه أهل مكة، فلقى قوما من العرب فقال لهم ابن سبيل ومنقطع به فحملوه، ولما جن الليل سرقهم ثم ركبوا فى أثره ولحقوه وضربوه بالحجارة حتى قتلوه، ويجمع بين هذا وما مر بأن ما مر من أنه مات تحت النقب أنه يشارف فيه الموت.

السابقالتالي
2