الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ }

ثم مثّل الله تعالى حال الكفار في أنهم يُعاقبون على كفرهم وعداوتهم للمؤمنين، غير نافع لهم ما بينهم وبينهم من لُحمة نسبٍ أو مصاهرة فقال: { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ } واسمها: واعلة. وقال [مقاتل]: والعة.

{ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ } واسمها: واهلة. وقال مقاتل: والهة.

{ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا } قال ابن عباس: ما بغت امرأة نبي قط، وإنما كانت خيانتهما في الدين، كانت امرأة نوح تُخبر الناس أنه مجنون، وكانت امرأة لوط تدل على الأضياف، فإذا نزل بلوطٍ ضيفٌ بالليل أوقدت النار، وإذا نزل بالنهار دخّنت ليعلم قومه أنه قد نزل بلوط ضيف.

وقال السدي: كانت خيانتهما: كفرهما.

وقال الضحاك: نميمتهما.

وقال الكلبي: نفاقهما.

{ فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } أي: من عذاب الله شيئاً.

{ وَقِيلَ } لهما عند موتهما أو يوم القيامة، فأخبر عنه بلفظ الماضي؛ لتحقق [كونه]، { ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ }.