الرئيسية - التفاسير


* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }

{ وَٱلَّذِينَ جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ } هم الذينَ هاجرُوا بعد ما قَوِيَ الإسلامُ أو التابعونَ بإحسانٍ وهم المؤمنونَ بعد الفريقينِ إلى يومِ القيامةِ ولذلك قيلَ إن الآيةَ قد استوعبتْ جميعَ المؤمنينَ، وأياً ما كان فالموصولُ مبتدأٌ خبرُهُ { يَقُولُونَ } الخ والجملةُ مسوقةٌ لمدحِهِم بمحبَّتِهِم لمنْ تقدَمَهُم من المؤمنينَ ومراعاتِهِم لحقوقِ الأخوةِ في الدينِ والسبقِ بالإيمانِ كما أنَّ ما عُطفتْ عليه من الجملةِ السابقةِ لمدحِ الأنصارِ، أيْ يدعونَ لهم { رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوٰنِنَا } أيْ في الدينِ الذي هو أعزُّ وأشرفُ عندهُم من النسبِ { ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلإَيمَـٰنِ } وصفُوهُم بذلكَ اعترافاً بفضلِهِم { وَلاَ تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ } وقُرِىءَ غِمْراً وهُمَا الحقدُ { لِلَّذِينَ ءامَنُواْ } على الإطلاقِ { رَبَّنَا إِنَّكَ لَرَءوفٌ رَّحِيمٌ } أي مُبالغٌ في الرأفةِ والرحمةِ، فحقيقٌ بأنْ تجيبَ دُعاءَنَا.