الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير صدر المتألهين/ صدر المتألهين الشيرازي (ت 1059 هـ) مصنف و مدقق


{ يسۤ }

أي: يا إنسان - أعني محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك لأنه الإنسان الحقيقي المعنوي، الذي اجتمعت فيه صور الأسماء كلُها مفصَّلةً، كما في العقل الأول مجملةً - لِما رُوِي عن ابن عباس: " إن معناه " يا إنسان " في لغة طي " ، وقيل في توجيهه لفظاً - إن صَحَّ النَّقلُ -: أن يكون أصلُه " يا أنيسين " فَكَثُر النداءُ به على ألسنتهم، حتى اقتصروا على شطره، كما قالوا في القَسَمْ: " م الله " في " أيمن الله ".

وقد مرت الإشارة في سورة السجدة، إلى قاعدة كليّة في الحروف المقطَّعة، بها يمكن أن يُستَنبطَ معنى الإنسان الكامل، من كلمة " سين " فقط - إن كان " يا " حرف النداء. ومن مجموع " ياء " و " سين " بوجه اخر - إن لم يكن كذلك - فليُرجَعْ إليها.

وقرئَ " ياسين " بالفتح، ككيف وأين، أو بالنصب، على " اتل يس " ، وبالكسر على الأصل، وبالرفع على " هذه يس ".

واتفق أكثرُ المفسرين، على أن المراد منه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وان اختلفت العبارات، وتعددت الإشارات، فقيل معناه: " يا إنسان ". وهو قول ابن عباس. وقيل: " يا رجل ". عن الحسن وأبي العالية. وقيل: معناه: " يا محمد " (صلى الله عليه وآله). عن سعيد بن جبير ومحمد بن حنفية. وقيل معناه: " يا سيد الأولين والآخرين " وقيل: " هو اسم النبي (صلى الله عليه وسلم)، عن علي وأبي جعفر الباقر (عليهما السلام). ولهذا يقال لآله (عليهم السلام): " آل يس ".