الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُمْ مِّنَ ٱلْحَقِّ يُخْرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ } اى لا تحبوا انفسكم الامارة فانها عدوى وعدوكم مبغض عبادتى ومبغضكم اذا لم تكونوا مطيقين لها فى انفاذ شهواتها وانها تعارضكم فى مكاشفاتكم واحوالكم الا ترى كيف قال الله { وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُمْ مِّنَ ٱلْحَقِّ } واصل عداوة النفس ان تفطمها من مالوفاتها وتلزمها فى حبس المراقبة والرعاية وعلامة حب الله بغض عدو الله قال عليه الصلاة والسلام " افضل الايمان الحب في الله والبغض فى الله " وقال ابو حفص من احب نفسه فقد اتخذ عدو الله وعدوه وليا فان النفس تخالف ما امرت به وتعرض عن سبيل الرشد ويهلك محبها ومتبعها فى اول قدم قوله تعالى { وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ } اى ما اضمرتم فى صميم قلوبكم من الميل الى الهوى وما اعلنتم من الميل الى الحق وفى الحقيقة ما اخفيتم من دعوى الانانية وما اعلنتم من العبودية وهذا الخطاب لصاحب نفس وصاحب قلب قال ابو الحسين الوراق بما اخفيتم فى باطنكم من المعصية وما اعلنتم فى ظاهركم للخلق من طاعة.